الرجل الوطن قد تتكرر حالات الحب في حياة المرأة
و قد تحب أكثر من رجل
و تحلم بأكثر من رجل
لكن
و بالرغم من صدقها في كل الحالات
يبقى هناك رجل واحد
يختبئ في الأعماق
و تتمسك به ذاكرة القلب بشده
و ذلك هو الرجل الوطن
فالرجل الوطن
هو نقطة الضعف في حياة المرأة
فهو يسري سريان الدم في الجسد
و لا ينال الزمن من عرشه في القلب
و لا يتذوقه النسيان أبداً
و تبوء كل محاولات نسيانه بالفشل
فهو رجل لايموت في الذاكرة أبداً
و الرجل الوطن
هو ذلك الإحساس الصادق
الذي تضخمنا به ذات يوم
و ذلك الحلم الجميل
الذي أدخلنا في حالة من النشوة و الفرح
و هو حكاية العمر الذي عشنا تفاصيلها بكل
جوارحنا
و التي احتسينا مرارتها حين انتهت
و عانينا بعدها ما عانينا
و حين تفقد المرأة الرجل الوطن
تدخل في حالة من الذهول
و حالة من الضياع
و حالة من الألم
و حالة من الغربة الداخلية
لا يدرك عمقها إلا هي
فحين يرحل الرجل الوطن
تبقى الفراغات خلفه
باتساع مخيف
لا يملؤه كل رجال الأرض
و قد تتخبط المرأة كالمذبوحة
في محاولات فاشلة لملء الفراغ خلفه
فتعيش أكثر من حكاية حب
لكنها تعود إلى نفسها بعد كل محاولة فاشلة
فتتذكره و تبكي خلفه بكاء الأطفال
و للرجل الوطن فقط
تشدّ المرأة رحال خيالها
في لحظات الحنين
و لحظات الحزن
و لحظات اليأس
و لحظات الانكسار
لأنه يمثل بالنسبة إليها .. ذلك الوطن
الذي غادرته مرغمة
لكن أشواقها تأخذها دائما إليه
و لإحساسها الصادق بأنه وطن
فإن إبتعادها عنه
تحت أي ظرف من الظروف
يدخلها في حالة من العزلة و الانطواء
و الشعور بالإنفصال عن كل الأشياء
المحيطة بها
و تبقى في حالة بحث دائمة عنه
لأنه في أعماقها شيئا ما
يناديه بانكسار