ويبقى السؤال .. أحببت أم تعودت ؟
نقابل من نعتاد على وجودهم فى
حياتنا ونتعجب ونتساءل
كيف كانت حياتنا بدونهم ..
ونقسم بأننا أحببناهم ..
ولسنا كاذبين .. لأننا نعتقد أنه حب ..
لكنه فى النهاية تَعَود ..
حينما
يحين وقت الفراق يهتز كياننا ونتألم لفراقهم ..
وبعد الاعتياد على بعدهم
نكتشف أن الأمر كله تعَود
فكما اعتدنا يومًا على وجودهم .. اعتدنا اليوم على
بعدهم ..
وإن عادوا مرة ثانية ودخلوا دائرة حياتنا نشعر معهم بالغربة ..
ولا نستطيع التعامل معهم كما كنا فى سابق عهدنا ..
وحديثى هنا ليس تقليلاً من شأن الحب ..
أو تعميم على كل العلاقات الإنسانية التى تجمعنا وتربط بيننا ..
ولكن سوء التقدير يكون من أنفسنا ..
فنحن
كثيرًا ما نسمى الأمور بغير مسمياتها ..
فرق كبير بين الحب والتعود .. وقد
يكون التعود أقوى من الحب ..
والدليل على ذلك هو أننا حين نحب شخص نجد
أنفسنا
بلا وعى اعتدنا على تواجده فى حياتنا .. واعتدنا على التفكير فيه ..
وعلى سعادتنا عند تلبية رغباته .. وكأن الدنيا توقفت معنا
عند إسعاد هذا
الشخص .. ويصبح جزءًا من روتيننا اليومى ..
لكن ما يؤلمنا أننا حين نُصدم فى هذا شخص
الذى نحبه
واعتدنا عليه .. قد نضطر الى التخلص من حبه لكن يبقى التعود ..
ويحتاج التعامل مع أنفسنا حتى نعودها على فراقه إلى مجهود كبير
وإعادة
برمجة لحياتنا ..
قد يلجأ البعض للسفر أوالإندماج مع آخرين ليملأ الفراغ
الذى أحدثه فراق هذا الحبيب ..
أى عادة مكان عادة نتعود على شئ
بديل
لاعتيادنا على من كنا نحبه ويملأ حياتنا ..
وبمجرد تغير العادة
والتعود على امر او شخص او مكان اخر
نجد انك بدأنا ننسى هذا الشخص ..
قد
نذكره بين الحين والآخر لكن وقتها تتضح الأمور
وقد لا نتمنى عودته مرة أخرى
لحياتنا لأنه باختصار ..
خرج من دائرة اهتمامنا وأصبح على رف الذكريات
وكما يلجأ البعض منا لإحلال تعود مكان تعود آخر ..
يلجأ البعض الآخر للوحدة .. والوحدة كالسم البطئ المفعول
الذى يدمر من
يرتشفه بلا أن يشعر ..
قد نقنع أنفسنا فى بعض الأحيان أننا اعتدنا عليها .. وأنها باختيارنا ..
لكننا نكون قد بدأنا رحلة جديدة من جلد الذات والندم
لا نعرف عند أى محطة من محطات الحياة ستنتهى بنا ..