.......موسى عليه السلام ......
ومن أكثر ذكرا في القرآن لا تقل *** موسى عليه السلام من العظم
فبعد خوف أمه عند مولده *** أرسلته في صندوق غامر في يم
وأرسلت أخته تقصه على جنب *** وحرم الله المراضع ولم ينفطم
وكانت زوجة فرعون آسية له *** فربته على الأخلاق والقيم
فتربى في القصر وكل جواهره *** وكان من أصحاب العلم والشيم
وبعد حادثة الموت وماذا جرى *** خرج إلى مدين ناجيا بدم
وبوروده ماء مدين وجد *** فتاتين تذودان كثرة الغنم
فسقى وتولى إلى الظل فزعا *** وفقيرا إلى الله ومحتشم
فجاءت إحداهما على عجل *** بإرادة الله ذا الفضل والكرم
وقالت إن أبي شعيب يدعوك لنا*** فإن تكرمت فذاك من الشيم
وبعد عشر سنوات افترقا *** وأخذ الأهل معه وما غنم
وكم كانت عين الله تحرسه *** وتكلم مع الرحمن بعين لم تنم
وأخذ المعجزات منه وانصرف *** نحو مصر عائدا على قدم
هذه عصاي أهش بها غنمي *** وهذه يدي بيضاء في الظلم
وتكرم لأخيه بالرسالة معتمدا *** بفصاحة اللسان ليتها تدم
والتقى الغريب بأمه وإخوته *** وهارون نبيا بعده مقتحم
فأرسلا إلى فرعون معا *** وكانت المعجزات في الصمم
فعلا فرعون في تكبر وهمم *** فقال أنا ربكم ومني شتى النعم
أحي وأميت بكامل قدرتي *** أذبح الرجال وأستحي النساء من شيم
فابني لي يا هامان صرحا *** وجد علي بالدينار قارون الفهم
وكان يوم الزينة للجمع موعظة *** وفيه كانت معجزات ومستلم
وكانت المعجزات والآيات مددا *** طوفان وجراد وقمل وضفادع ودم
وحية تسعى للناس ترهبهم *** ويد بيضاء تبهر من به كظم
وبعد كل الأحداث التي جرت *** غرق فرعون بطود من يم
وذهب موسى إلى ربه عجلا *** وترك هارون على القوم يقتسم
وأضلهم السامري بخوار عجل *** صنعوه من حلي قوم عجم
ورمى الألواح بعد غضب *** وقبض لحية أخيه في ندم
وحطم العجل ورمى الفتات منتشرا *** ودعا على السامري بسقم
فأصبح منبوذا لا مساس له *** وأمر القوم بالقتل لتوبة ونعم
فهناك من قتل نفسه في مضجعه *** وهناك من حب الحياة والتخم
وكانت المعجزات تنزل نجما *** وكان العناد والشر مفعم
فمن نتق الجبل كأنه ظلة *** ومن رجفة الطور تحرك منتقم
ومن ضربة الحجر للسقي *** ومن دخول القدس خوفا من ارم
وظللنا عليهم الغمام سحبا *** وأكلهم المن والسلوى والدسم
وقصة معروفة جاءت في القدم *** بقرة صفراء لونها منسجم
والخضر من الصالحين قال لهم *** ذكرت أوصافه في الكهف بلا صنم